طاهر دويكات

اعتقدت دوماً أن الوصول الى أوروبا يحتاج لقدرات عظيمة وخبرات كبيرة وعلاقات واسعة ومهارات خارقة، لكن تلك التصورات تبددت عندما شاركت بأحد برامج التبادل الشبابي خلال الصيف الماضي والتي غيرت لدي التصورات المسبقة عن شعوب العالم حيث تشكلت لدينا التصورات السلبية عن شعوب العالم من خلال وسائل الاعلام التي لا تقدم الا بعض الأفكار الجزئية عن هذا الشعب أو ذاك دون أن تتعمق في تفاصيل الحياة اليومية للانسان المقيم هنا أو هناك، وبعد سفري أدركت أن جميع الناس على هذه الارض ينتمون للبشرية أولا وللانسانية ثانياً وأن لهم اهتمامات متشابهة أحيانا ومختلفة أحيانا أخرى لكن ما يجمعهم هو الرغبة الحقيقية بالحياة.

تعلمت خلال مشاركتي في ادارة الرحلة الى ايطاليا أن نظام محطات القطار هو نظام موحد في مختلف بلدان الاتحاد الاوروبي وأنه يجب على المسافر الانتباه لكل التفاصيل المتعلقة بحجز التذاكر والمواعيد وأن تعلم هذه المهارة (مهارة التنقل في القطارات) هي مهارة أساسية لا بد منها لمن يرغب بزيارة أي دولة أوروبية لأن معرفتها تساعد المسافر في ترحاله وحيداً في المستقبل ولأي دولة. إن وسائل المواصلات في ايطاليا آمنة وتلتزم بالمواعيد وقد ساعدتني مراقبة هذه الوسائل على التفكير بحلول لمشكلة المواصلات في فلسطين.

لقد شعرت بمدى الاهتمام الاوروبي بالتراث والفن، ولفت انتباهي في متحف الفنان ليوناردو دافنشي طريقة عرض الأدوات والاختراعات التي طورها وحده والتي شكلت الأساس للكثير من الاختراعات لاحقاً. من أكثر ما أعجبني في مدينة البندقية هو نظام التنقل الفريد من نوعه والذي يسمى بالباص المائي وهو عبارة عن قارب يحل محل الباصات العادية ويستخدم لنقل الركاب من مكان لآخر ضمن حدود المدينة والجزر التي تحيط بها وذلك بسبب طبيعة المدينة.

مما عزز قناعتي بأهمية التبادل الطلابي هو مشاركة طلاب من جامعات ايطالية بتنسيق زيارتنا واستقبالنا في ايطاليا وتعريفنا على معالمها السياحية والثقافية والتعليمية، استفدت كثيراً بالتواصل مع الطلبة الطليان مما ساهم بزيادة اهتمامي بتعلم بعض الكلمات باللغة الايطالية وتطوير مهارات التواصل مع الآخرين باللغات الاجنبية وكسر الحاجز النفسي مع اللغة الاجنبية.

لقد ساهمت رحلتنا الى ايطاليا بزيادة اعتمادي على نفسي وطورت لدي العديد من المهارات كمهارة التواصل مع الآخرين، ومهارة قيادة الفريق وادارة الرحلة وتنسيق فقراتها وترتيب مواعيد التنقل من مكان لآخر والتخطيط من خلال نظام المعلومات الجغرافية الالكتروني مما وفر الكثير من الوقت والجهد على جميع المشاركين. سيساعدني ذلك على خوض المزيد من تجارب السفر مع برنامج زاجل (العلاقات العامة) في المستقبل حيث تعززت لدي المهارات المطلوبة لخطوة كهذه خاصة وأن انضمامي لبرنامج زاجل الثقافي كمنسق في الرحلة شجعني على تعزيز قدراتي المختلفة.

أود أن أشكر برنامج زاجل للتبادل الشبابي الدولي على إتاحته هذه الفرصة لي والتي ستساعدني على نقل خبراتي وتجاربي للآخرين بطريقة عملية وسهلة. لقد أدركت أن برنامج زاجل هو برنامج يسعي لدعم الشباب وتعزيز المهارات اللامنهجية لديهم وخاصة المهارات الحياتية والعملية التي لا يمكن تعلمها من الدراسة وحدها.