المخيم التطوعي الدولي (ايلول 2015)
اختتم برنامج زاجل للتبادل الشابي الدولي التابع لدائرة العلاقات العامة بالجامعة مخيمه الثالث لهذا العام والذي تم تكريسه لتنمية المهارات اللامنهجية للطلبة وذلك في مجال تعلم مهارات المحادثة باللغة الانجليزية وتعلم المفردات من خلال المنوعات الغنائية الانجليزية والفرنسية، ومهارات التواصل مع المؤسسات الاكاديمية الاوروبية وبناء الكفاءات والقدرات اللازمة للاندماج بسوق العمل ومهارات الالقاء باللغة الانجليزية أمام الجمهور. وقد شارك في فعاليات المخيم الدولي متطوعون دوليون من الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا، الجزائر، البوسنة والهرسك، بريطانيا ونيوزيلندا، كما استفاد من الورش التدريبية التي قدمها المدربون الدوليون مائة طالب وطالبة من مختلف كليات الجامعة.
تضمن برنامج المخيم الدولي زيارات ميدانية للمدن والقرى الفلسطينية، حيث تم تنظيم زيارات للبلدة القديمة في مدينة الخليل، ومدينة بيت لحم، والبلدة القديمة في مدينة نابلس، ومخيمات بلاطة وعايدة للاجئين الفلسطينيين، وبلدات عنبتا ودوما ووادي الباذان ويانون والطائفة السامرية. وعبر الخط الاخضر، تم تنظيم زيارات ميدانية ثقافية لقرية عين حوض المهجرة بالجليل وحي وادي النسناس بحيفا والبلدة القديمة في مدينة عكا فضلاً عن زيارة جدار الفصل الممتد عبر الضفة الغربية وكذلك زيارة المناطق المحاذية للمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.
كما تضمنت فعاليات المخيم الدولي تنظيم سلسلة محاضرات ولقاءات لتعريف المتطوعين الدوليين على الظروف التي يعيشها الوطن، فقد تم تنظيم لقاءات تعريفية بدور المؤسسات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية، كمؤسسة اتحاد الكنائس العالمي، وفريق السلام المسيحي، والمراقبين الدوليين في مدينة الخليل، كما تم تقديم محاضرة عن أثر الاحتلال على المسيرة التعليمية خلال العقود الأربعة الماضية، وعرض آخر عن مبادرة شجرة الزيتون لجميعة الشبان المسيحية والهادفة للدفاع عن الاراضي المهددة بالمصادرة في منطقة بيت لحم بالاضافة الى عقد جلسة تحليلية لبحث المستقبل السياسي في فلسطين في ظل المتغيرات الاقليمية والعالمية.
وخلال تجوال المتطوعين الدوليين برفقة متطوعي برنامج زاجل المحليين، تم التعريف بالتاريخ الحديث والمعاصر للبلدات الفلسطينية والظروف التي عاشتها سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وذلك لتقديم صورة أكثر وضوحاً لطبيعة الحياة في المنطقة وأثر الاحتلال عليها.
واشتملت فعاليات المخيم التطوعي الدولي لقاءات مع مواطنين وناشطين مجتمعيين وشهود عيان على المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد خلال العقود الماضية. كما قدم بعض المتطوعين الدوليين عروضاً تقديمية عن بلدانهم وشعوبهم كالبوسنة والشعب الامازيغي.
هذا وقد عملت هذه الجولات والزيارات الميدانية على تقديم صورة أكثر وضوحاً عن طبيعة الظروف التي تمر بها المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، حيث تضمنت هذه الزيارات تعريفاً بالتطورات التي تواجه مختلف المواقع التي تمت زيارتها، وقدمت هذه الجولات رؤية بديلة لواقع الحياة الفلسطينية وبشكل مغاير لما قد يتم تداوله من خلال بعض وسائل الاعلام العاملة في الغرب.
المتطوعة الالمانية دوريتا فنكلر، قالت خلال حفل اختتام فعاليات المخيم الدولي (لقد تأكدت أن فلسطين التي أزورها هي غير تلك التي أسمع عنها في وسائل الاعلام، فالحياة هنا مزيج من كل شيء، هناك حياة يومية يعيشها المواطنون، طلاب يدرسون في الجامعة، عمال وموظفون يذهبون الى أعمالهم، دورات وورش تدريبية يلتحق بها الطلبة، حفلات لتخريج من أنهى دراسته بالجامعة، حفلات أخرى للاعراس، أسواق تكتظ بالمتسوقين، وحقول تزرع، الشعب الفلسطيني شعب مفعم بالحياة والارادة والعزيمة. لقد تعلمنا من قصصكم الكثير، تعلمنا منكم كيف يصنع الشباب حاضرهم ومستقبلهم في ظل أصعب الظروف، انتم لستم وحدكم، هناك الكثيرون من المواطنين في العالم ممن يؤمنون بحقكم في الحرية والاستقلال).
المتطوع عوني علاري، من طلبة كلية الاقتصاد، قال خلال الحفل الوداعي الذي تم تنظيمه في الجامعة (من المفيد لنا كطلبة أن نرى مجموعة من المتطوعين الدوليين الذين يمثلون مختلف الثقافات والاختلافات بين الشعوب قد تفاعلوا مع ثقافة المجتمع الفلسطيني من خلال الورش التدريبية والجولات الميدانية، كانت هذه التجربة من التجارب المميزة خلال حياتي الجامعية حيث تعلمت الكثير عن آليات التفاعل والنقاش حول أبرز الاختلافات الثقافية والفكرية والسياسية بين الشعوب وكذلك الأمر بشأن صورة الشعب الفلسطيني في الخارج وكيفية تعزيز وتمكين هذه الصورة، لقد ساعدني تطوعي في تنظيم فعاليات المخيم في صقل شخصيتي وتأهيلها للمرحلة المقبلة من الحياة).
يذكر أن برنامج زاجل يقوم بتنظيم العمل التطوعي اليومي للمتطوعين الدوليين في حرم الجامعة والذين يدربون الطلبة على المهارات اللازمة لتعزيز الكفاءات والمهارات في المجالات التي تساعد الطلبة على صقل شخصياتهم وتمكينها وتطويرها وتعزيز خبراتهم اللازمة لتسهيل إندماجهم في سوق العمل المحلي أو الاقليمي أو الدولي.