زاجل يختتم فعاليات مخيمه التطوعي الدولي لعام 2009
إختتمت جامعة النجاح الوطنية يوم أمس فعاليات المخيم التطوعي الدولي الذي ينظمه برنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل) التابع لدائرة العلاقات العامة والذي إستمر قرابة الثلاثة أسابيع بمشاركة عشرين متطوع دولي من الولايات المتحدة الامريكية، إيطاليا، الدنمارك، بريطانيا، كرواتيا، تشيكيا، تركيا، فرنسا، المانيا، هولندا، بولندا، نيوزيلندا واليونان.
وتم تنظيم فعاليات المخيم الدولي في مجالات العمل التطوعي اليومي والنشاطات الثقافية والترويحية بالإضافة إلى الزيارات الميدانية والرحلات لمختلف المدن الفلسطينية. وشارك المتطوعون الدوليون يرافقهم عدد مماثل من طلبة الجامعة في العمل التطوعي اليومي في مركز التطوير المجتمعي في مخيم عسكر الجديد حيث قاموا بتنفيذ العديد من النشاطات الهادفة الى التفريغ الانفعالي عن أطفال المخيم وذلك من خلال الزوايا الخاصة بالدراما والموسيقى والرياضة واللغات والعلاج الطبيعي والفنون حيث أشرفت إدارة المركز ممثلة بمديرها السيد امجد الرفاعي على إنجاح هذه النشاطات. هذا وقد تم تنظيم حفل الوداع في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم وتم تقديم بعض القصائد الشعرية وعرض مصور لما قام بتنفيذه المتطوعون خلال فترة تطوعهم وزياراتهم الميدانية.
وتم تنظيم العديد من ورش الحوار للتبادل الفكري والثقافي حول مواضيع إنسانية وأكاديمية وغيرها من الفعاليات الثقافية الهادفة الى تعريف المتطوعين على مختلف الامور الثقافية والاجتماعية والتاريخية والوطنية، وشارك عدد من المحاضرين في تقديم هذه المحاضرات التي تم تنظيمها لتوعية المشاركين الدوليين والمحليين بالتراث والهوية الفلسطينية.
تم تنظيم محاضرة حول منظمة الصليب الأحمر الفلسطيني والجهود التي تقوم بها في خدمة الجمهورالفلسطيني طيلة السنوات الماضية، وقد قدم المحاضرة السيد حسام الشخشير، مدير الصليب الأحمر في مدينة نابلس والذي قدم عرضاً حول تاريخ المنظمة وعملها في الأراضي الفلسطينية وطبيعة التحديات التي تواجهها والمهام التي تقوم بها في الجانب الإنساني.
تم تنظيم زيارة مفصلة للبلدة القديمة من مدينة نابلس، التقى المتطوعون خلالها بأهالي البلدة القديمة واستمعوا إلى شهاداتهم عن الظروف التي مرت بها هذه البلدة التاريخية طيلة السنوات الماضية، كما تعرف المتطوعون على الملامح العمرانية والتراثية والحرف التي تشتهر بها البلدة القديمة وحماماتها التركية.
تم تنظيم زيارة إلى الطائفة السامرية في جبل جرزيم، حيث تم التعريف بالطائفة وعاداتها وتقاليدها والطقوس المتبعة في مختلف العادات الاجتماعية والطقوس الدينية، وتعرف المتطوعون الدوليون والمحليون على أهم ملامح الحياة السامرية التي تنحدر لثلاثة آلاف سنة، وتجول المشاركون يرافقهم أبناء الطائفة في مختلف مواقع جبل جرزيم المقدس لدى الطائفة السامرية وتعرفوا على المعالم التاريخية والدينية.
تم تنظيم زيارة لمخيم بلاطة، حيث التقى المتطوعون المشاركون في فعاليات المخيم بالسيد فايز عرفات مدير مركز يافا الثقافي والذي قدم شرحاً للحياة الاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية والخدماتية في المخيم، رافق هذه الزيارة لقاء مع الشهود العيان على حرب عام 1948، كما قدم شرحا للحياة الاجتماعية والثقافية والتاريخية للحياة الفلسطينية في المدن الفلسطينية قبل عام 1948.
ونظم المتطوعون الدوليون والمحليون يوماً ثقافياً تحت اسم (القرية الكونية)، قدم فيها كل متطوع من البلدان المشاركة عرضاً حول بلده وثقافتها وتاريخها وتراثها وموسيقاها، وقد تم تنظيم فقرة القرية الكونية لتعزيز الشعور بالانتماء للأرض الأم التي تجمع جميع أبنائها ولتشجيع التعاون بين أبناء هذه الأرض على مواجهة المخاطر المحدقة بها من بغض وكراهية وتلوث وانحباس حراري والذي أصبح يهدد جميع سكان المعمورة.
تم التعريف بالتاريخ الفلسطيني من خلال محاضرة تم تنظيمها من قبل مؤسسة ستوب ذا وول، تم التطرق فيها إلى مختلف مراحل التاريخ الفلسطيني والظروف التي مر بها المجتمع الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده خلال قرن من الزمن، تخلل المحاضرة عرض مفصل للخرائط المتغيرة للديموغرافيا الفلسطينية.
وقام الأستاذ سائد أبو حجلة، المحاضر في قسم الجغرافيا في الجامعة بتقديم عرض حول تاريخ القضية الفلسطينية والمرافق الهامة من هذا التاريخ وما مر به المجتمع الفلسطيني من مراحل أثرت على تركيبته الديموغرافية، كما تحدث أبو حجلة عن أهمية الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع الدولي لمساعدة الشعب الفلسطيني.
وقام برنامج زاجل بتنظيم جولة في عدة مدن فلسطينية، حيث زار المتطوعون الدوليون والمحليون مدينة الخليل وتعرفوا على بلدتها القديمة والتقوا بالسكان الفلسطينيين الذين تحدثوا إلى الوفد عن الظروف المعيشية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، كما تمت زيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل والأحياء الشعبية. ثم قام الوفد بزيارة لمدينة بيت لحم وكنيسة المهد والبلدة القديمة وأسواقها ومخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين واستكملت الجولة بزيارة لضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مدينة رام الله ومن ثم توجه الوفد إلى محافظة قلقيلية حيث التقى بمحافظها السيد ربيح خندقجي والذي اطلع الوفد على الوضع في المحافظة وأثر الجدار عليها وعلى الحياة الاقتصادية والزراعية والمعيشية تم بعدها تنظيم جولة بمحاذاة الخط الأخضر لمشاهدة الجدار وآثاره على البيئة والحياة الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة. كما شارك المتطوعون في حضور بعض الفعاليات التراثية والثقافية في مدينة نابلس من احتفالات وأمسيات فنية.
وقالت الطالبة صبا فضة، من كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، لقد كانت مشاركتي في هذا المخيم تجربة مثمرة ومفيدة استطعنا فيها ممارسة نظريات القيادة على أرض الواقع، وعلى الرغم من صغر سننا إلا أننا استطعنا تنظيم مخيم دولي يضم مشاركين من مختلف القوميات وحققنا نجاحاً كبيراً نفخر به.
يذكر أن تنظيم هذا المخيم يأتي ضمن الجهود التي تقوم بها جامعة النجاح الوطنية لتعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي بين طلبة الجامعة ونظرائهم من مختلف الثقافات والأعراق وذلك لتطوير العلاقات الطلابية والأكاديمية والثقافية.