النجاح تختتم فعاليات مخيم زاجل التطوعي الدولي الحادي عشر
بعد خمسة عشر يوماً من بدء تنظيم فعاليات المخيم التطوعي الدولي الحادي عشر لبرنامج زاجل للتبادل الشبابي الدولي التابع لدائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح الوطنية، تم اختتام هذه الفعاليات التي شارك فيها متطوعون دوليون من الولايات المتحدة الامريكية، كندا، إنجلترا، أسكتلندا، ايرلندا، اسبانيا، هولندا، النرويج، اليونان، استراليا، فرنسا، اليابان وروسيا.
وقام المتطوعون الدوليون خلال فترة تطوعهم بتقديم ورش تدريبية لطلبة الجامعة، حيث تم تنظيم خمسة وخمسين ورشة تدريبية للطلبة في مجال تطوير مهارات المحادثة باللغة الانجليزية، الاعلام الاجتماعي، فن الخطابة باللغة الانجليزية، تنمية القدرات، القانون الدولي وحقوق الانسان. وقد استفاد من مشروع الورش التدريبية ثلاثمائة طالب وطالبة.
هذا وقد تم اطلاق هذا المشروع بالتعاون مع مكتب مساعد رئيس الجامعة لشؤون الخريجين ومؤسسة شباب الغد وبرنامج اليونسكو في الجامعة. وينحدر المتطوعون الدوليون المشاركون في فعاليات المخيم الدولي من جامعات عالمية شهيرة منها جامعة بوسطن، جامعة جرينويك، جامعة ترينيتي دبلن، جامعة جلاسكو، جامعة لندن ساوث بانك، جامعة ويستمنستر، جامعة نوتينجهام، جامعة كيوبيك، جامعة مانشستر، جامعة ديمتنفورت، جامعة سانت اندروز، جامعة غرينتش وجامعة سيتي يونيفيرستي اف نيويورك.
وتضمنت الورش التدريبية محاور متعددة إتبع خلالها المدربون اسلوب التعليم التفاعلي في تدريب الطلبة على مختلف مهارات تعلم اللغة الانجليزية والتي ساهمت في تعزيز ثقة الطلبة بلغتهم الانجليزية ومهاراتهم في التواصل الالكتروني من خلال التدرب على وسائط الاعلام الاجتماعي. وقالت الطالبة ياسمين عامر، من كلية هندسة الكمبيوتر، لقد تدربنا خلال الورش التدريبية على برامج التويتر،البلوغ، الفلكر، اليو تيوب، حيث تدربنا على استحداث الاشتراكات الخاصة بكل برنامج من هذه البرامج، واضافت الطالبة عامر: لم اكن اعرف مدى الاستفادة من الاشتراك في التويتر قبل التحاقي بالورش التدريبية وماذا نستفيد من هذه الاشتراكات، وكذلك الامر بشأن برنامج اليو تيوب، فقد تدربنا على تقييم المواد المنشورة والتعليق عليها وتحميل الفيديو على الانترنت واعداد قائمة عرض المواد المنشورة، أما بشأن برنامج التويتر فقد تدربنا على كيفية متابعة الافراد الاخرين الكترونيا ومتابعة الاخبار اليومية وكيفية استعمال الملامح الخاصة بالتويتر وذلك للبحث عن القواسم المشتركة، وكيفية المتابعة مع الافراد والمجموعات ذات الاهتمام المشترك.
أما الطالبة سمر صويلح من كلية الصيدلة فقالت: لقد تعلمت من الورش التدريبية كيفية إعداد خطاب باللغة الانجليزية والسيطرة على الذات وامتلاك الثقة بالنفس والاسترخاء اثناء الحديث باللغة الانجليزية وما يجوز أو لا يجوز عمله اثناء الحديث امام الجمهور بالاضافة الى كتابة السيرة الذاتية بمهارة واتقان والتدرب على إجراء المقابلة للعمل وكذلك مهارات التواصل مع الآخرين، كما تدربنا على فنون استخدام لغة الجسد والتعبير عن الذات وكتابة القصة بالانجليزية وكيفية صياغة الاسئلة الصحفية وتغيير الصورة الذهنية والاحكام المسبقة.
من جهة اخرى، تم تنظيم سلسلة من الفعاليات التثقيفية للمتطوعين الدوليين وذلك لتعريفهم على الاوضاع التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، فقد قامت الباحثة كارا فلورز من ائتلاف المياه والصرف الصحي في مدينة رام الله بتقديم عرض تقديمي للمتطوعين الدوليين تحدثت فيه عن الاوضاع المائية في الاراضي الفلسطينية ومعدلات استهلاك المياه والسياسات المائية وآليات تغيير الوضع المائي في الاراضي الفلسطينية.
ومن أجل تعريف المتطوعين الدوليين على الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها اهل البلدة القديمة في مدينة الخليل، تم تنظيم جولة مفصلة لاحياء البلدة القديمة حيث تعرف المتطوعون الدوليون على مشاريع ترميم المنازل القديمة والجهود المبذولة لتشجيع السكان الفلسطينيين على الاقامة فيها، واشتملت الزيارة على محاضرة قدمتها لجنة إعمار البلدة القديمة بالاضافة الى زيارة اسواقها واحيائها والحرم الابراهيمي حيت تم الالتقاء بالسكان المحليين والتعرف على ظروفهم. وفي مدينة بيت لحم، تمت زيارة وكالة معاً للانباء حيث تم تعريف الوفد الدولي على الوكالة واسلوب عملها واقسامها ومشاريعها وبرامجها ومشاريعها المستقبلية بالاضافة الى تنظيم لقاء مفتوح مع السيد ناصر اللحام، مدير عام وكالة معاً والذي قدم تحليلاً سياسياً للوضع السياسي الراهن في الاراضي الفلسطينية واسرائيل مستشرفاً ملامح المرحلة المقبلة، ثم أجاب اللحام عن استفسارات الحضور.
كما تضمنت الجولة زيارة للبلدة القديمة في مدينة بيت لحم وكنيسة المهد، حيث تم تعريف المتطوعين الدوليين على تاريخ الكنيسة بالاضافة الى زيارة لبعض مؤسسات المدينة ومنها جمعية الشبان المسيحية التي قدمت محاضرة عن اساليب الكفاح السلمي الفلسطيني وثقافة اللاعنف بالاضافة الى تقديم شرح عن مشاريع الجمعية ومن بينها مشروع شجرة الزيتون الخيري. هذا وتضمنت الزيارة جولة حول الجدار وزيارة للمزارعين واصحاب الاراضي في محافظة بيت لحم ومدينة بيت ساحور.
وعلى جبل جرزيم في مدينة نابلس، وبالتعاون مع جمعية الاسطورة السامرية، تم تنظيم جولة ومحاضرة حول تاريخ الطائفة السامرية وتراثها، حيث قدم الكاهن حسني السامري عرضاً مفصلاً عن تاريخ الطائفة وعاداتها وتقاليدها، من جهة أخرى، تم عرض فيلم الاحتلال 101 والذي يقدم عرضاً لتاريخ القضية الفلسطينية وتطورها.
الصحفي علاء بدارنه، قدم فيلماً وثائقياً حول عمل الصحفيين والمصورين الفلسطينيين في ظل الاحتلال، ورافق العرض حوار ونقاش حول دور الصحفي الفلسطيني في تغطية اخبار الصراع والظروف التي يعمل ضمنها الصحفيون الفلسطينيون. كما قدم السيد سائد ابو حجلة، المحاضر في قسم الجغرافيا السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عرضا تقديميا حول الصراع العربي الاسرائيلي، تحدث فيه عن تاريخ القضية الفلسطينية والبعد الجغرافي السياسي للقضية الفلسطينية، وأكد ابو حجلة في محاضرته على أهمية التضامن الدولي في دعم القضية الفلسطينية وأهمية الرجوع الى الشرعية الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على أساس القرارات الدولية.
كما نظم البرنامج لقاءاً حول التاريخ الشفوي للقضية الفلسطينية وذلك لتعريف المتطوعين الدوليين على الابعاد التاريخية للقضية الفلسطينية والتي تساهم في رسم الحاضر الفلسطيني، حيث تم عقد لقاء مع السيد صادق عنبتاوي، اللاجىء الفلسطيني من مدينة اللد عام 1948 والذي تحدث عن الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في مرحلة ما قبل وأثناء وبعد الهجرة الفلسطينية، وتطرق السيد عنبتاوي الى تفاصيل ومفردات الحياة اليومية الفلسطينية المتعلقة بالرحيل وما رافق تلك المرحلة من تحديات اقتصادية واجتماعية دفعت الفلسطينيين الى التركيز على الاستثمار في التعليم باعتباره المورد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الاكثر استقراراً للمجتمع الفلسطيني. وتبعت المحاضرة جولة في ازقة مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين تم تنظيمها بالتعاون مع لجنة خدمات المخيم، حيث تم تعريف المتطوعين الدوليين على ملامح الحياة الاجتماعية والمعيشية والصحية والتعليمية في المخيم.
وحول التعليم في الاراضي الفلسطينية، تم تنظيم عرضٍ تقديمي حول ظروف التعليم خلال العقود الاربعة الماضية، حيث قدم أ. علاء ابو ضهير، منسق برنامج زاجل عرضاً تقديميا حول التعليم في الاراضي الفلسطينية تحدث فيه عن أهمية التعليم للمجتمع الفلسطيني مقدماً شرحاً إحصائياً عن الفلسطينيين في العالم واهتمامهم بالتعليم وأثر الصراع في المنطقة على المؤسسات التعليمية بالاضافة الى انماط التعليم ودور المؤسسات التعليمية في تزويد السوق المحلي والاقليمي بالخريجين المؤهلين الذين ساهموا في بناء المجتمعات العربية المحيطة وتنمية اقتصادها. كما تضمن العرض التقديمي موجزاً عن مسيرة التعليم الفلسطينية وتحدياتها ومنجزاتها ودور التعليم في دعم الاقتصاد الفلسطيني بالاضافة الى دور المغتربين الفلسطينيين في تشجيع التعليم والاستثمار فيه وذلك من خلال دعم المؤسسات التعليمية الفلسطينية بمختلف مراحلها. وتخلل اللقاء حوار ونقاش حول العملية التعليمية وتحديات المرحلة الراهنة ودور المؤسسات التعليمية في بناء المستقبل الفلسطيني.
من جهة اخرى، تم تنظيم معرض القرية الكونية والذي عمل على تعريف طلبة الجامعة على الثقافات العالمية المختلفة انطلاقاً من قاعدة الاختلاف والتنوع الثقافي وذلك تعزيزاً للتفاهم بين الثقافات المختلفة، وشاركت في المعرض مجموعة من البلدان التي قام متطوعوها بعرض بعض الملامح الثقافية والتاريخية الخاصة ببلدانهم حيث شاركت في المعرض كل من اليابان، النرويج، استراليا، انجلترا، أسكتلندا، ايرلندا، فرنسا، اسبانيا، المكسيك، روسيا، اليونان، هولندا، كندا والولايات المتحدة الامريكية، بالاضافة الى مشاركة مؤسسات أخرى بأجنحة خاصة بها كمنظمة شباب الغد، مؤسسة بروجكت هوب والمركز الثقافي الفرنسي وجمعية الاسطورة السامرية. هذا وقد زار المعرض اكثر من الف زائر تعرفوا على ثقافة البلدان المشاركة وتاريخها وحضارتها وابدوا اعجابهم بهذه الفعالية لما فيها من تعزيز للتواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة بين ابناء العالم.
وبالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي في قرية يانون، تم تنظيم زيارة لوفد المتطوعين الدوليين الى القرية التي تعاني من ظروف انسانية صعبة، وقدمت السيدة هيلاري منش من اتحاد الكنائس العالمي شرحاً عن ظروف القرية والجهود المبذولة لتشجيع المزارعين الفلسطينيين على البقاء على ارضهم وزراعتها.
يأتي تنظيم هذا المشروع ضمن جهود الجامعة الهادفة لتعزيز مهارات وقدرات الطلبة التنافسية في مختلف المجالات التي تساعدهم على الحصول على فرص عمل منافسة في سوق العمل، ويأتي ذلك ضمن التوجهات الهادفة الى تمتين مهارات الطلبة وتزويدهم بالمزيد من الاساليب العملية الحديثة المفيدة لهم في حياتهم العملية.