اختتم برنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل) التابع لدائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح الوطنية مخيمه التطوعي الدولي لهذا الصيف رغم الظروف الصعبة التي مرت بها مدينة نابلس، وشارك في فعاليات المخيم خمسة وعشرون متطوعا من الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، ايرلندا، اسبانيا، البرتغال، هولندا، بلجيكا، سويسرا، كوريا الجنوبية واليابان، حيث قام المتطوعون بأعمال تطوعية في مركز التطوير المجتمعي في مخيم عسكر الجديد. وتضمنت هذه الإعمال نشاطات للتفريغ الانفعالي للأطفال كالسيرك والرياضة والدراما والألعاب الورقية.

وقد تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية واللقاءات والجولات الميدانية خلال المخيم الدولي  حيث التقى المشاركون بنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور ماهر النتشة الذي قدم شرحاً للظروف التي تمر بها الجامعة كما قدم موجزاً للانجازات والتطورات التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية، كما زار الوفد الضيف الحرم الجامعي القديم وإذاعة الجامعة والحرم الجامعي الجديد والمسرح الجديد وكلية هشام حجاوي التكنولوجية.

وتم تنظيم محاضرة حول الجغرافيا السياسية للدولة الفلسطينية تحدث فيها الأستاذ سائد أبو حجلة، مدير دائرة العلاقات العامة، وقدم علاء أبو ضهير، منسق برنامج زاجل، عرضاً مصوراً استعرض فيه مجموعة من الصور الخاصة بالحياة الثقافية والاجتماعية في فلسطين في مرحلة ما قبل عام 1948، ولتوضيح بعض المفاهيم الشائكة، تم تنظيم ورشة حوار شارك فيها المتطوعون الدوليون والمحليون لتوضيح اللبس المتعلق ببعض المفاهيم كالإرهاب وحق العودة. بالإضافة إلى ورشة حوار حول الظروف التي أحاطت بمشاركة المرأة الفلسطينية في الانتخابات المحلية والتشريعية. ونظم البرنامج العديد من الورش الأخرى التي تضمنت نقاشاً حول نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا ودور مجموعات الضغط في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية، وتاريخ اسبانيا وتاريخ البرتغال والنظام السياسي في هولندا وتاريخ كوريا الجنوبية.

وقام الوفد بزيارة رئيس بلدية نابلس الأسبق السيد بسام الشكعة في منزله، حيث تحدث السيد الشكعة عن الظروف التي مرت بها مدينة نابلس في حقبة السبعينات والثمانينات والتحديات التي واجهت البلدية في تلك الحقبة، والتقى المتطوعون الدوليون بالأب يوسف سعادة الذي تحدث عن التسامح الديني بين طوائف المدينة. والتقى الوفد برئيس البلدية المهندس عدلي يعيش، الذي تحدث عن المشاكل التي تواجه البلدية والمدينة بسبب سياسة الحصار، كما زار الوفد الطائفة السامرية في جبل جرزيم. وتم تنظيم جولة ميدانية في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين حيث التقى الوفد بمدير مركز يافا الثقافي السيد تيسير نصر الله والذي قدم شرحاً للظروف المعيشية التي يعيشها اللاجئون واستمعوا لشهادة من احد شهود العيان على نكبة عام 1948.

وتم اصطحاب الوفد الدولي إلى البلدة القديمة من مدينة نابلس حيث تم تعريفهم على المعالم الثقافية والعمرانية والتاريخية، وزار الوفد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتعرف على الخدمات التي يقدمها للمواطنين كما التقى بالدكتور غسان حمدان، رئيس الإغاثة الطبية الذي تحدث للزوار الدوليين والفلسطينيين عن برامج الإغاثة الطبية والجهود التي تقوم بها. وزار الوفد بيت اليتيمات الذي تديره جمعية الاتحاد النسائي العربي وتعرف على الخدمات الخيرية التي تقدمها الجمعية للفتيات الفلسطينيات. وزار الوفد مبنى المقاطعة الذي تم تدميره واطلعوا على الضرر الذي لحق بالسجل المدني للمواطنين الفلسطينيين.

وعرض البرنامج مجموعة من الأفلام الهادفة التي تناولت عدة مواضيع وجوانب من القضية الفلسطينية، كان احدها عن الظروف التي يعمل بها الصحفيون واختتمت فعاليات المخيم بحفل تم تنظيمه في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم في جامعة النجاح الوطنية شارك فيه المتطوعون المحليون والدوليون ومشاركون من مديرية التربية والتعليم التي ساعدت في إنجاح المخيم من خلال تقديم مدرستين لإقامة المتطوعين الدوليين بالإضافة إلى حفل آخر تم تنظيمه في مركز التطوير المجتمعي في مخيم عسكر الجديد حيث قدمت فرقة المركز عروضاًً للدبكة الفلسطينية. وأعرب المشاركون الدوليون والمحليون عن سعادتهم لانجاز فعاليات المخيم الذي استمر عشرين يوماً رغم الظروف القاسية التي مرت بها المدينة.