سأواصل التطوع
بقلم: ذكرى شاعر- كلية الآداب
سمعت الكثير عن المخيمات الدولية التي ينظمها برنامج زاجل للتبادل الشبابي الدولي، لكن الوقت لم يكن يسمح لي بخوض التجربة. إنضممت لعائلة زاجل في مخيمات آب وأيلول. أضاف لي التطوع في تلك المخيمات الكثير، طورت العديد من المهارات العلمية والعملية، بالإضافة إلى الكم الكبير من المعلومات الثقافية العالمية والمحلية التي أضيفت لموسوعتي الثقافية.
أفضل الأشياء التي جعلت التطوع ممتعاً ومريحاً هو الترابط والتفاهم والإنسجام بين المتطوعين المحليين، يعمل فريق زاجل يداً بيد كعائلة واحدة، يجمعهم هدف واحد وهو نجاح المخيمات الدولية وتقديم فلسطين والشعب الفلسطيني والثقافة الفاسطينية بأفضل صورة ممكنة، وتغيير الصورة النمطية الخاطئة التي تنقلها وسائل الإعلام للعالم عنا. العمل ببيئة مريحة مع فريق عمل منضبط ومنظم ومرح عزز روح الانتماء لدى المتطوعين وجعل المهام أكثر بساطة وسهولة.
كان بداية التعرف على المتطوعين الدوليين صعبة لأننا لم نعرف الكثير عن ثقافاتهم وعاداتهم وآرائهم في مختلف المواضيع، لكن الوقت الذي قضيته معهم، قلص الفجوة وجعلني أكتسب أصدقاء جدد من مختلف دول العالم. أضافوا لي وأضفت لهم الكثير.علمتهم أنا وزملائي بعض الكلمات العربية وعلمونا نفس الكلمات بلغاتهم. وقمنا بجولات ميدانية متعددة في مختلف المدن الفلسطينة. وتمكن المتطوعون الدوليون من رؤية الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني ومعاناته اليومية مع الإحتلال بالإضافة إلى الأجواء الحقيقية للعائلة الفلسطينية، المخيمات ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين، المرأة الفلسطينية والشباب الفلسطيني. وتضمنت الجولات زيارة العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة التي ساهمت في توضيح الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية بشكل موسع.
اضافت تلك الجولات للمتطوعين المحليين كما أضافت للمتطوعين الدوليين، فقد ساهمت في زيادة الوعي بالأوضاع الراهنة وكيفية التعايش معها إضافة إلى التعرف على الخلفية الثقافية والتاريخية لمختلف المدن والقرى الفلسطينية التي شملتها جولات المخيمات.
تساعد هذه التجارب الطالب والخريج الجامعي على اكتساب العديد من المهارات مثل كسر حاجز الخوف وممارسة اللغة الإنجليزية وتطويرها لإعتمادها كلغة المخيم الرسمية للتواصل. والعمل ضمن فريق وتحمل ضغط العمل وساعاته الطويلة. بالإضافة إلى التعرف على ثقافات وعادات الدول التي لا أعلم عنها سوى اسمها واكتساب أصدقاء جدد. والأهم هو التحاور والإقناع لتغيير القناعات الخاطئة في مختلف المواضيع وهذا بدوره يساعد على تعزيز الثقة بالنفس وقوة الشخصية.
كانت هذه التجربة ولا زالت واحدة من أفضل التجارب على الإطلاق وسأواصل التطوع والعمل مع عائلتي في زاجل لتقديم أفضل صورة عن الشباب والشعب الفلسطيني وتشجيع الطلاب الجامعيين لخوض التجربة الرائعة.