تنظيم عرض تقديمي حول دور التربية اليابانية في التغلب على الظروف الصعبة
للتعرف على التجربة اليابانية ودور التربية والتعليم في النهوض بالامة اليابانية والتغلب على الكوارث التاريخية التي لحقت بالشعب الياباني خلال العقود الماضية، تم تنظيم عرض تقديمي تناول فيه أ. يوكي اونجو، التجربة اليابانية الفريدة في مجال التربية والتعليم والتي ساهمت في تغلب الشعب الياباني على ما لحق به من ويلات وآلام وكوارث طيلة السبعين عاماً الماضية.
تم تنظيم الورشة في مكتبة الحرم الجديد في جامعة النجاح الوطنية وحضرها طلبة الجامعة المهتمين بالتعرف على آليات التعامل الياباني مع الكوارث، وقد تم تنظيم الورشة بالتعاون بين برنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل) التابع لدائرة العلاقات العامة ومكتب مساعد الرئيس لشؤون الخريجين في الجامعة وذلك للاستفادة من التجارب الثقافية التي مرت بها الشعوب الاخرى والاطلاع على ما قامت به للنهوض بعد الويلات والكوارث التي عصفت ببلدانها.
واستعرض السيد يوكي اونجو، في عرضه التقديمي الكوارث الثلاث الاكبر في تاريخ اليابان المعاصر، ابتداءاً بكارثة الحرب العالمية الثانية في هيروشيما ونجازاكي وزلزال كوبي وكارثة تسونامي الاخيرة، هذه الكوارث التي أدت الى دمار شامل في البنية التحتية اليابانية إلا انها لم تؤثر على البنية التربوية في اليابان، هذه البنية التي استطاعت الحفاظ على ثقافة وتقاليد الشعب الياباني في احلك الظروف، والتي ساهمت في صناعة حاضر ومستقبل الثقافة اليابانية ومعجزتها الاقتصادية.
وتحدث اونجو عن السبب الكامن وراء قدرة اليابان على إستئناف الحياة بعد كل كارثة طبيعية او بشرية الا وهو نظام التربية والتعليم المتبع في مختلف مدارس اليابان. حيث تحدث عن المدارس اليابانية ودورها في التنمية البشرية الهادفة الى تزويد الطلبة بالخبرات والفرص المنوعة وليس فقط معرفة الادب واللغات، حيث يخضع الطلبة اليابانيون لدروس تطبيقية منوعة في مجالات البيئة والموسيقى والحرف والهندسة والطبخ ايضاَ، وعندما يصل الطلبة للمدارس الثانوية يتعلمون الهيكلية في المجتمع والاسرة واحترام الآخر مما يساعدهم على العمل في بيئة اجتماعية منسجمة مما يزيد من وعيهم بثقافتهم وعاداتهم، كما تطرق اونجو الى بيئة العمل العمودية التي يجب احترامها في المجتمع الياباني وكذلك احترام الشركة التي يعمل بها الموظف والدفاع عن مصالحها والتفاني في خدمتها ووضع المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية. واضاف أن هذه الفلسفة هي التي تساعد الامة اليابانية على الصمود عندما تتعرض لأزمة او كارثة، فعندما وقعت المصائب الثلاث وضع اليابانيون مصلحة اليابان قبل المصالح الفردية، وكان الشعب الياباني متحداً وعمل بسرعة على الاستشفاء من هذه الكوارث.
وقد شارك في حضور العرض التقديمي عدد من الطلبة المهتمين والذين أبدوا اعجابهم بالثقافة اليابانية وما تحتويه من ايمان بالثقافة المحلية وقالت الطالبة آية ابو ربيع، من كلية الهندسة، لقد تعرفت من خلال العرض التقديمي للتجربة اليابانية على دور التربية اليابانية في تحدي الظروف الصعبة، إن الشعب الياباني شعب مكافح يواجه الصعوبات بشجاعة وقوة ويتغلب عليها بكل ثقة، فبعد الهزة الارضية الاخيرة التي ضربت اليابان عمل هذا الشعب على إعادة بناء ما تم تدميره على الفور، تماماً كما فعل بعد الحرب العالمية الثانية، لقد تعلمت من هذا العرض التقديمي أن الشعب الياباني شعب متعاون مؤمن بروح العمل الجماعي ويفضله على العمل الفردي، يحترم الوقت بشكل كبير وكل ذلك بفضل التربية المدرسية في اليابان.