اختتام سلسلة ورش حول الثقافة اليابانية
بالتعاون بين مكتب مساعد الرئيس لشؤون الخريجين وبرنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل)- دائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح الوطنية تم تنظيم سلسلة فعاليات حول الثقافة اليابانية وذلك ضمن الجهود المبذولة لتعريف الطلبة على الثقافات العالمية والاستفادة من تجاربها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها في تعزيز الحوار العالمي من أجل المزيد من التفاهم بين الشعوب. وضمن هذا السياق، تم تنظيم ثلاثة ورش، قام خلالها السيد يوكي اونجو بتقديم عروضه التقديمية حول العادات والتقاليد في اليابان، فن الاوريغامي الياباني ودور التربية والتعليم في النهوض بالامة اليابانية.
في الورشة الاولى، تم تعريف الحضور على العادات والتقاليد في اليابان، هذا البلد الذي تميز بعادات وتقاليد منسجمة مع الفلسفة والحضارة اليابانية، حيث تعرف الحضور على اهم التقاليد والعادات التي تميزت بها الحضارة اليابانية عن غيرها من الحضارات.
وتطرق أ.اونجو الى نظام المعيشة وفن العمارة والدين والتاريخ الياباني وعزلة اليابان لمدة قرنين عن العالم الخارجي ومنع التجارة الدولية من أجل تصليب العامل الذاتي وتطوير الثقة بالنفس والتي قادت الى المعجزة اليابانية.
اما المحاضرة الثانية فقد كانت حول فن الاوريغامي الياباني (فن طي الورق) حيث تم تدريب ستين طالب وطالبة من طلبة الجامعة على فن الاوريغامي الياباني وذلك للتعريف بهذا الفن المنبثق من تاريخ الحضارة اليابانية وثقافاتها المتعددة والفلسفة التي يقوم عليها هذا الفن في الحضارة اليابانية، وقد نال هذا التدريب اهتمام الطلبة الذين تعرفوا وتدربوا على بعض التطبيقات العملية لهذا الفن.
ومن اجل التعرف على التجربة اليابانية ودور التربية في النهوض بالامة اليابانية والتغلب على الكوارث التاريخية التي لحقت بالشعب الياباني، تم تنظيم عرض تقديمي للاستفادة من هذه التجربة الفريدة والتعرف على دور الفلسفة اليابانية في صناعة حاضر ومستقبل الثقافة اليابانية ومعجزتها الاقتصادية، حيث تناول ا. اونجو، التجربة اليابانية الفريدة في مجال التربية والتعليم والتي ساهمت في تغلب الشعب الياباني على ما لحق به من ويلات وآلام وكوارث طيلة السبعين عاماً الماضية.
واستعرض ا. اونجو، في عرضه التقديمي الكوارث الثلاث الاكبر في تاريخ اليابان المعاصر، ابتداءاً بكارثة الحرب العالمية الثانية في هيروشيما ونجازاكي وزلزال كوبي وكارثة تسونامي الاخيرة، هذه الكوارث التي أدت الى دمار شامل في البنية التحتية اليابانية إلا انها لم تؤثر على البنية التربوية في اليابان، حيث استطاعت هذه البنية الحفاظ على ثقافة وتقاليد الشعب الياباني في احلك الظروف وساهمت في صناعة حاضر ومستقبل الثقافة اليابانية ومعجزتها الاقتصادية.
وتحدث اونجو عن السبب الكامن وراء قدرة اليابان على إستئناف الحياة بعد كل كارثة طبيعية او بشرية الا وهو نظام التربية والتعليم المتبع في مختلف مدارس اليابان. حيث تحدث عن المدارس اليابانية ودورها في التنمية البشرية الهادفة الى تزويد الطلبة بالخبرات والفرص المنوعة وليس فقط معرفة الادب واللغات، حيث يخضع الطلبة اليابانيون لدروس تطبيقية منوعة في مجالات البيئة والموسيقى والهندسة والطبخ ايضاَ، وعندما يصل الطلبة للمدارس الثانوية يتعلمون الهيكلية في المجتمع والاسرة واحترام الآخر مما يساعدهم على العمل في بيئة اجتماعية منسجمة مما يزيد من وعيهم بثقافتهم وعاداتهم، كما تطرق اونجو الى بيئة العمل العمودية وكذلك احترام الشركة التي يعمل بها الموظف والدفاع عن مصالحها والتفاني في خدمتها ووضع المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية. واضاف أ. اونجو أن هذه الفلسفة هي التي تساعد الامة اليابانية على الصمود عندما تتعرض لأزمة او كارثة، فعندما وقعت الكوارث الشهيرة الثلاث في اليابان، وضع اليابانيون مصلحة اليابان قبل المصالح الفردية، وكان الشعب الياباني متحداً وعمل بسرعة على الاستشفاء من هذه الكوارث.
الطالبة ميسر ابو خليل من كلية الاعلام، تحدثت عن اهية تنظيم هذه اللقاءات وقالت: إنها فرصة لنا للتعرف على تجربة الشعب الياباني وقدرته على الصمود في مواجهة الازمات، كما تعرفنا على اخلاقيات التعامل في الحياة العملية في اليابان.