تعلمت أهمية الفن في تجسيد التاريخ
ديما نجار
شاركت خلال الصيف الماضي بزيارة ثقافية الى مختلف المدن الايطالية والتي نظمها برنامج زاجل للتبادل الشبابي الدولي التابع لدائرة العلاقات العامة في الجامعة حيث تعرفت على ثقافة جديدة وعادات وتقاليد يعيشها الشعب الايطالي في مختلف مناحي حياته فالطرق جميلة في الشوارع والشعب يبعد نفسه عن الانشغال بأمور الآخرين ويكرس وقته للاستمتاع بحياته مستغلاً كل زاوية أو ركن تاريخي في البلد مع تقدير عالٍ للآثار واحترامها.
تعلمت من هذه التجربة الاعتماد على نفسي في الجوانب الشخصية والجرأة في استكشاف البيئات الجديدة والانفتاح على الفكر المختلف دون التبعية له والنظر إلى الآخر من منظاره لا من منظاري لاحكم عليه بحكم مسبق كذلك علمتني القدرة على الاندماج مع اختلاف الشخصيات والتعامل مع الناس المختلفين وعززت هذه الرحلة استقلالية شخصيتي وقدرتي على اتخاذ القرار المسؤول وقدرتي على التخطيط وعمقت قدراتي على فهم ذاتي وذوات من حولي كي أستطيع الإبداع في محيطي مستقبلا بإذن الله. إن برنامج زاجل برنامج رائع يهدف إلى خلق هامات قيادية قادرة على فهم واجباتها ومسؤولياتها وقادرة على استيعاب سلم القيادة وتدرجه كما يعزز قدرة الطالب على فهم محيطه وتقبل اختلاف الشخصيات والآراء.
لفت انتباهي القصر الملكي في مدينة نابولي وتجسيده للعمارة الأوروبية الرائعة في بناء القصور والكنائس كذلك كان توضيحاً جليا لتلك النفسية المليئة بالكبرياء التي اشتهر بها ملوك أوروبا عامة. كذلك اذهلني جسر الآهات بما يصوره من حالة عاشتها مدينة البندقية خاصة قديما عندما عاشت المدينة حالات الظلم والاستبداد.
تعلمت خلال الرحلة أهمية الوقت والأولويات والانتباه لكل تذكرة مواصلات وتفاصيلها وكذلك الانتباه على الحقيبة وحجمها كي تستمتع بتجربة مريحة في المطارات دون مشاكل. فضلاً عن ضرورة الاهتمام بمعرفة الفروق بين مختلف وسائل المواصلات وما توفره من الوقت والراحة والأمان وتفادي الأزمة في الطرقات.
شعرت بأهمية الفن في تجسيد التاريخ والثقافة وتقريب المفاهيم الدينية كذلك شعرت بمدى تراجع الاهتمام بالدين من خلال التجسيد المادي لكل معطيات ومفاهيم الدين. كذلك ذهلت بابداعات ليوناردو دافنشي ومدى تألق نافورة روما بتفاصيلها المنحوتة على الرخام الابيض الناصع بدقة لا متناهية وصبر على العمل في ذلك العصر.
كانت زيارتنا لمدينة فلورنسا تجربة خاصة استمتعت بكل تفاصيلها فقد أثبتت المدينة انها تستحق لقب مدينة الجمال بجدارة واستحقاق فالمشي في اروقتها وأسواقها والاستمتاع بجمال نهرها أمر رائع. أما مدينة البندقية فقد اعجبتني فيها القوارب المائية والجسور وطريقة تصميمها المعماري المتناسق مع الإنارة وطبيعة الموقع الجميلة مما يعطي البندقية نكهة خاصة. كانت تجربتنا من أكثر التجارب بعثا على الهدوء النفسي والراحة حيث كنت تحس انك في عالم آخر بطريقة غريبة جميلة ومضحكة. كانت الجزر الايطالية جميلة ومخطئ من يظن أن احداها اجمل من الأخرى فكلها تكمل بعضها في لوحة متناسقة متكاملة ورائعة.
لاحظت على رواد المدن الايطالية البساطة والاهتمام بالاناقة أما كبار السن فكانوا يبحثون عن راحة البال في دولة تتمتع بجمال طبيعة مميز وكان من النادر رؤية وفود طلابية إذ كان معظم السواح الشباب هم غالبا من الرحالة. تمكنت من التواصل مع المواطن الأوروبي العادي بعيداً عن الحواجز اللغوية والتصورات المبنية مسبقا مما مكنني من رؤية لغتي وثقافتي من خلال منظار الآخرين.