زاجل ينظم زيارة ثقافية ودينية للاراضي الحجازية

نظم برنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل) التابع لدائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح الوطنية زيارة ثقافية للاراضي الحجازية هدفت الى توعية الطلبة بالملامح الثقافية والتاريخية والدينية التي تحفل بها الاراضي الحجازية والتعرف على مفردات الحياة اليومية في المجتمع السعودي وذلك من خلال زيارة المتاحف الثقافية والتاريخية والاجتماعية والدينية والانسانية مما مكن المشاركين الذين بلغ عددهم ثلاثون مشاركاً ومشاركة من التعرف على جانب هام من مكونات مجتمع الجزيرة العربية المعاصر، وتوجت الزيارة بأداء العمرة بشكل جماعي في المشاعر والمقدسات الدينية في مكة المكرمة.
ساهمت الزيارة بتعريف المشاركين على المدن والقرى والمواقع التي شهدت بواكير التاريخ الاسلامي والتراث البدوي في شبه الجزيرة العربية والفتوحات التي انطلقت منها كما تم التعرف على تاريخ الاراضي الحجازية القديم من خلال زيارة المتاحف العديدة.
تم إعتماد خط الساحل في المنطقة الغربية للأراضي الحجازية خلال مسيرة الرحلة حيث تم التعرف على الملامح الجغرافية والدينية للأمكنة التي سار عليها الانبياء والصحابة وكانت مهداً للرسالة الاسلامية التي إنطلقت من تلك الأرض المباركة، حيث قدم المواد الثقافية والدينية المرشد الدكتور منتصر أسمر، المحاضر بجامعة النجاح الوطنية.
وتضمن برنامج زيارة وفد زاجل للمعالم التاريخية والتراثية والثقافية في الاراضي الحجازية زيارة متحف سكة الحديد الحجازية والتي كانت تربط مئات المدن بالمدينة المنورة والتي كانت مدينة نابلس احداها ولا زالت بعض آثار السكة موجودة فيها وتحمل اسمها، هذه السكة التي سهلت وصول الحجيج للاراضي الحجازية، ووفرت لهم الحماية والامن عبر الصحراء، كما تمت زيارة مجمع دار القلم والمتحف التعليمي والذي يزخر بالكثير من الملامح التراثية والتاريخية المميزة والتي وثقت لمراحل تاريخية عديدة في تاريخ الجزيرة العربية فضلا عن التعرف على دوره التعليمي والتدريبي في المجالات المختلفة. وفي المدينة المنورة أيضاً، تمت زيارة موقع جبل أحد ومسجد قباء ومتحف أسماء الله الحسنى والذي يتضمن معروضات علمية رقمية توضح ملامح الاعجاز القرآني في علوم الفضاء والفلك والمجرات والطبيعة.
وخلال زيارة متحف التراث الانساني بمكة، تم التعرف على مبادرة شخصية ريادية وقد تحولت لمعلم هام من معالم حفظ التراث الانساني، حيث قام معلم للغة الانجليزية بتطوير متحف مميز من خلال جمع كميات كبيرة من الوثائق والقطع الاثرية وكل ما تقع عليه يده خلال اربعين عاما وتفرغ لهذه المهمة وجمع مختلف انواع الملبوسات التراثية والسلاح الابيض من سيوف ورماح وقطع السلاح القديمة والتي تعود لمئات السنين فضلا عن صحف فلسطينية وعربية قديمة وآلات موسيقية تراثية وعملات قديمة وغيرها الكثير.
في متحف آخر قريب من مكة (متحف الحرمين) تعرف المشاركون على مكة حين كان عدد زوارها بضعة آلاف قليلة، حين كان الحرم المكي بحجم أي مسجد آخر، وحين كانت البنية التحتية متواضعة، شاهد الزوار في هذا المتحف صور مكة التاريخية ومعالم الكعبة قديماً كدرج الكعبة القديم وبئر زمزم قرب الكعبة وابوابها القديمة ومعالمها التي اصبحت طي النسيان تحت وطأة التوسعات الضخمة التي يتم تنفيذها لاستقبال الاعداد المتزايدة من المعتمرين والحجاج، وقد تم خلال هذه الزيارة تعميق ثقافة التأريخ لدى المشاركين من خلال تعزيز ثقافة المتحفة التي تلعب دوراً هاما في توثيق مراحل تاريخية مختلفة مر بها الحرمان الشريفان.
وخلال زيارة مدينة جدة والتي نظمتها السيدة ديانا النابلسي، تم التعرف على تاريخ المدينة الذي يعود الى ما قبل الاسلام، ذلك التاريخ الذي تطور حين اتخذها الخليفة عثمان بن عفان ميناء لدولة الخلافة، وضمت مئات المحال التجارية والمنازل والمساجد التي تعود لحقب تاريخية مختلفة ويعود بعضها الى بدايات الاسلام، كما تمت زيارة القصور القديمة العريقة كقصر ناصيف وغيره، قدم الجولة المهندس سامي نوار، مدير دائرة العلاقات العامة ببلدية جدة، والذي قدم معلومات مفصلة ومميزة وثرية بالمعلومات التي تعتبر اضافة نوعية للمعلومات الخاصة بالاراضي الحجازية وتاريخها العريق.
وفي السياق ذاته، تمت زيارة مهرجان جدة التاريخي، والذي تم تنظيمه في أزقة جدة القديمة ويعتبر فرصة مميزة للتعرف على اسلوب عمل بلدية جدة في إعادة انتاج مرحلة تاريخية تراثية عريقة تعود لقرون طويلة من الاصالة والانتماء للهوية الثقافية لهذه المدينة العتيقة، ظهر ذلك جليا من مستوى الاتقان في محاكاة الماضي من خلال اعادة رسمه وانتاجه وعرضه أمام الاجيال التي عاشت مرحلة الحداثة والانقطاع عن الماضي، حيث قدم المنظمون صورة شبه واقعية لمفردات الحياة اليومية ثقافيا وحرفيا واقتصاديا وذلك من خلال تمثيل مهام كل حرفة او صنعة تراثية.
وللتعرف أكثر على المشاعر الدينية المقدسة، تمت زيارة جبل عرفات، مزدلفة، منىً، ومنطقة رمي الجمرات حيث قدم الدكتور منتصر أسمر تعريفاً مفصلاً بمختلف المواقع وأهميتها وما يتوجب على الحاج القيام به خلال موسم الحج في كل منطقة تمت زيارتها.
كما كان للترويح وقته خلال الزيارة، فتمت زيارة كورنيش مدينة جدة وسوق سمكها وملعب فقيه اكواريوم للالعاب المائية الخاصة بالدولفين والفقمة فضلاً عن زيارة الاسواق العامرة في المدن الحجازية المختلفة.