توازن جيد بين الحقائق المريرة والمدهشة في فلسطين
ماريان لورت
إن برنامج التبادل الشبابي (زاجل) في جامعة النجاح هو خيار جيد حقا للأشخاص الذين لديهم خبرة استكشافية قليلة أو معدومة فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط، حيث يتضمن البرنامج مجموعة واسعة من الرحلات والزيارات والمحاضرات وما إلى ذلك. يوفر زاجل فرصاً غنية لكسب المعرفة حول العديد من جوانب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني – سواء كانت القضايا سياسية او ثقافية او نفسية – ومعرفة المزيد عن الثقافة والعادات الفلسطينية. وبامكان المشارك الدولي أن يطرح أسئلة معمقة ومعرفة الكثير من التفاصيل. هناك توازن جيد في البرنامج بين الحقائق المريرة للنزاع – والتي من المهم للغاية إعلام الضيوف الاجانب بها- وجميع الأشياء المدهشة التي توجد في فلسطين، على سبيل المثال: الطعام والموسيقى والهندسة المعمارية وبالطبع السكان الفلسطينيين الودودين بشكل لا يصدق.
كنا نقوم خلال تطوعنا في مخيم برنامج زاجل بتقديم ورش تدريبية للطلبة والتي تتيح فرصاً جيدة للتنمية الشخصية في مجالات العمل التطوعي والتدريس، وهي وسيلة رائعة للقاء بعض الشباب والفتيات من الذين يعملون في بيئة غير منهجية أكاديمياً. أود أن أوصي جميع المتطوعين في المستقبل بزيادة الثقة بأنفسهم، لان مهاراتهم ومعرفتهم تعد ذخراً عظيما لهم في المستقبل.
إلى جانب ورش العمل كان هناك جدول زمني للرحلات في مدينة نابلس الجميلة وما حولها. لقد حصلنا على لمحة عن الواقع لمئات وآلاف الفلسطينيين عندما قمنا بزيارة مخيم عسكر للاجئين في ضواحي نابلس. شاهدنا الظروف القاسية التي يواجهها الفلسطينيون في مدينة الخليل والمستوطنات وسط المدينة، على النقيض تماماً من مغامرات السياحة المسيحية في مدينة بيت لحم حيث تجذب كنيسة المهد زائري المدينة على مدار السنة. كما أن الطبيعة جديرة بالذكر أيضا – الجبال ومسارات المشي لمسافات طويلة مطلة على البحر الأبيض المتوسط على الحدود اللبنانية في الشمال، والصحراء في الشرق مكان رائع لمشاهدة شروق الشمس فوق الأردن والبحر الميت بعد ليلة في خيام البدو.
من المهم أن أذكر أن جميع التجارب المذكورة أعلاه من الرحلات وورش العمل وما إلى ذلك – كلها مرصوصة في جدول من أربعة عشر يوما قضيناها في محادثة السكان المحليين والاستماع الى قصصهم، كنا مجموعة متنوعة من الاجانب، سواء فيما يتعلق بالجنسيات أو العمر أو الخلفية الاكاديمية والمعرفية والتجارب السابقة ولهذا جوانب إيجابية كثيرة.