رحلتي إلى مدن إيطاليا
سجى حجازي
لا تحسب نفسك وحيداً أو خائفاً إذا خضتَ مغامرة السفر دون أهلك. فما عليك إلا إختيار الصديق المناسب وبرنامج زاجل للتبادل الطلابي.
أولى محطات رحلتنا كانت مدينة روما ذات الطابع الأوروبي الجميل، فالشوارع مكتظة بالسياح من جميع أنحاء العالم. زرنا العديد من الأماكن الجميلة. تبدأ من التجوال بالشوارع وصولاً الى نافورة الأمنيات. ولكن في برنامج زاجل للتبادل الطلابي عليك أن تتعلم استخدام الخرائط ومحطات القطارات لتسهيل عملية التنقل في المدينة نفسها، وأختصار الوقت.
وبفضل ما تعلمناه، إستطعنا أن نزور أغلب معالم مدينة روما في ثلاثة أيام، كان الجلوس على نهر التايبر والإستماع الى صوت خرير المياه ومراقبة حركة الأسماك في الماء والحديث مع الأصدقاء من أجمل اللحظات هناك.
كانت محطتنا الثانية هي مدينة نابولي وهي أكثر المدن التي شعرتُ بها وكأنني في وطني وبين أهلي، فمن مميزات برنامج زاجل للتبادل الطلابي أنه يجمعنا بطلاب أجانب يدرسون اللغة العربية برفقة مُعلمتهم. لقد رافقونا طيلة مدة مُكوثنا في مدينة نابولي وأرشدونا إلى أجمل الأماكن وأشهى المطاعم وأشهرها على مستوى العالم خاصة تلك التي تطهو البيتزا، كما اصطحبونا في جولة في أرجاء جامعتهم ورأينا الشوارع المكتظمة بالطلاب هناك.
على الرغم من عدم زيارتي لعدة مناطق هناك بسبب وعكة صحية إلا أنني أدركت معنى الحب. فما أجمل أن ترى صديقتك قد قلقت عليك أكثر من نفسها ووقفت الى جانبك لحظةً بلحظة وترى أستاذك يُضحي باستكمال برنامج الرحلة حتى يوصلك إلى أنسب مكان لتلقي العلاج، تتلقى الدعوات من أصدقائك بالشفاء، إنه حقاً أمرٌ يدفعك لأن تبتسم رغم ألمك.
إستمر تنقلنا عبر القطارات المخصصة للتنقل عبر المدن. لا أنكر أن التنقل فيها كان أصعب من التنقل بالقطارات داخل المدينة نفسها، لكننا رغم ذلك إستطعنا تعلم ذلك ووصلنا الى المدينة الثالثة وهي مدينة فلورنسا ذات الطابع الهادئ والمريح للنظر، فعلى ضفة النهر يأخُذك المنظر البديع الى عالمك الإفتراضي الذي تكون فيه الحياة مثالية بلا عُقدٍ.
وختام رحلتنا كان أجملُها في مدينة فينسيا “البندقية”. كما هو معروفٌ عنها فإن وسيلة التنقل هناك هي القوارب المائية. زرنا العديد من الجزر في المدينة. كنا إذا نزلنا في جزيرة نحسب أنها الأجمل إلى أن ننزل في أُخرى لنراها أجمل من سابقتها، لكنني حقاً أحببت جزيرة تورشيلو أكثر من غيرها.
كما أن لكل رحلة نهاية، كانت نهاية رحلتنا حين وصلنا مدينة ميلانو وانطلقنا الى المطار وصعدنا الى الطائرة وقد مُلئت ذاكرتنا بأناس أصبحنا وهم أعز الأصدقاء، مواقف بتفاصيل جميلة حُفرت بأعماق نفوسنا. ولا يسعني إلا أن أشكر أهلي الذين سمحو لي بخوض هذه التجربة الرائعة وبرنامج زاجل للتبادل الشبابي القائم على هذه الرحلةٍ.